الاثنين، 3 أكتوبر 2011

فلتزأر العــاصــفــة - لكل محبي الشتاء و كارهينه أيضا


ملحوظة  : تدوينة قديمة تم نشرها في  12 ديسمبر 2010

آتتني في الحمام....
نعم جائتني في الحمام......لا أخجل من قول هذا أن فكرة كتابة هذه السطور جاءتني في الحمام ((تحت الدش)) 
لكم من مرة جاء أحد أصدقائي في ليالي الصيف العزيزة ليقول : يااااه إمتي الشتا ييجي ..إسكندرية زي الزفت في الصيف انما في الشتا رووعة و أحلي حاجة انها بتكون فاضية و بتاعتنا و بننزل براحتنا.
ردي الطبيعي يكون علي غرار : " هممم آه ممكن برضه "       معك الحق في كلامك فزحام المواصلات و الجو الحار و وجود (القرويين و المزارعين و المصيفين...إلخ) بالتأكيد يثير حنقي كما يثير حنقك...لكن تعال معي لحظة و انظر من منظوري الشخصي لإن كل من أعترف له برأيي يراني مخطئا لا أستحق نعمة "إسكندرية" اللي أنا منها مع اني والله اسكندراني جدا و فخور بكدة

ما الجميل عندما تري جميع الشوارع غارقة كفينيسيا -ليس من المطر- بل من طفح المجاري المعروف عن مصرنا العريقة
البرد القارس الذي أصبح كطقسا مفروضا علينا في دور أنفلونزا لمدة تقارب الشهر و نص و أكثر عند بعد الأصدقاء
طبعا الشوارع غرقانة...لابد من المشي علي الرصيف تحت البلكونات لتحميني من المطر اللي بيغرق الهدوم و انا رايح-الكلية-الشغل-المدرسة فأكون ماشي في أمان الله حين ((تششش)) !!!! سيارة محترمة بسائق محترم تلقي التحية علي جميع المارة علي الرصيف !

كل ده جميل و ممكن نستحمله ..إلبس تقيل و هات شمسية و اركب مشروع و عيش حياتك..

تعودت علي توقع الأسوأ و من الممكن ان تري منظر الإسكندرية هذا الشتاء و كمية البهدلة اللي حصلت للشوارع...

كيف أتمشي علي البحر في حين سور البحر كله متساقط علي الأسفلت...من الصعب أن تذهب لمشوارك دون أن تتأخر حيث السكة واقفة فيستغرق مشوار نص ساعة في الصيف إلي ساعة و نصف في الشتاء خصوصا ان كنت ساكنا في منطقة شعبية من تلك التي تعاني إهمال حكومي واضح و أرجح إنه مقصود.

لا أدري سبب كتابتي هذه السطور أساسا ربما لإنه كان من المفترض ان أذهب للكلية و لم أذهب لسوء الأحوال الجوية فأنا أشعر بالملل (فقولت اتسلي شوية) ..لكن بيني و بينكم..أخدتها فرصة إني أعلنها بكل صراحة : أنا أكره فصل الشتاء !!

عدد غير متوقع من النوات علي مدار العام و كل ما تسأل يقولك : آآه دي نوة عوة اللي مفيش بعدها نوة و الجو بكرة يبقي حلو بإذن الله ...... يا عم ماشي ! يوم-يومين و الجو بقي حلو ساقعة بس محتملة و نيجي علي بالليل نتكلفت في البطانية و ننام..
أصحي تاني يوم ألاقي الشوارع غرقت تاااااااااني و نفس السيناريو و أحيانا كل مرة بيكون ألعن من الأول..أقوم لابس هدومي متسلحا ببنطلونين فوق بعض علي كام تيشيرت و إن كان بإمكاني للبست أكثر من جزمة هرباً من قضمة الصقيع و نزلت أدور عالراجل بتاع عوة ده ألاقيه في مكانه و يقولي : لااا الظاهر إن دي كانت طوبة اللي تخلي العجوزة كركوبة و مش عارف ايه كدة.. و كل سنة و انت طيب بقي أهي كلها اسبوعين و الجو يبقي زي الفل" لا يمنعني من لكمه إلا عدم إحساسي بأطرافي و إن الضرب لن يشعره بشيئ حيث الجو كله "متبنج"
فأعود لبيتي خائب الأمل منتظرا النوة القادمة .....
هناك مثل مشهور عن بوذا يقول فيه : "فلتزأر العاصفة" ...فيما قيل عن بوذا إنه كان إبن عز و متدلع لكنه زهد و رجع بتعاليمه البوذية المعاصرة لكني أرجح انه قال الجملة دي بعد ما رجع لبيته و الراحة اللي  هو كان فيها فإن لم تزأر العاصفة و هو في بيته جنب الدفاية لكان يهرول لاطما في الشارع كالأرملة عند إخبارها : جوزك مسابلكيش حاجة تورثيها و كمان عليه ديون !

لهذا السبب جاءتني الفكرة في الحمام تحت الدش حيث أنا منعم مدفأ اسمع زئير العاصفة من الخارج و أشعر : يالهم من بؤساء...علينا تشجيعهم بجمل تحفيزية مثل : فلتزأر العاصفة.....مهما كانت النتيجة سيبها تزأر يا صاحبي و ميهمكش:]
لكل أصدقائي محبين الشتا : إلــبــســـــــووووا    (( إلبسوا هدوم تقيلة عشان ميجيلكمش برد في الشتا الجميل))

لطالما إستغرب أصدقائي من آرائي في أشياء عدة كالشتاء .. و مثال آخر السباحة عندما أقول لواحد صاحبي : "لا مبعرفش أعوم".....يندهش..يبتسم...يضحك...ثم يصرخ " شفت آنااااااااااصر عصام طلع مبيعرفش يعووم ..فيه إسكندراني مبيعرفش يعوم يا جدع انت !!! "  و يرد ناصر أو حسني أو أيا كان بنفس التعبيرات السابقة بنفس الترتيب !
من وجهة نظري فأنا : فعلا مبعرفش أعوم...محدش علمني و مجاتش مناسبة إني أتعلم ايه المشكلة ؟؟
منذ كان عمري 9 سنوات و أنا قابع أمام شاشة بلاستيكية و عالم خاص يسمي الكمببوتر و لم تأتيني فرصة للتعلم..و هل السباحة بالفطرة الإسكندراني ؟

كان هذا مثال عن إختلاف رأيي مع غيري بالنسبة للسباحة مثالا لحبي للشتاء ...فأن كنت ممن عندهم مشكلة في غرباء الأطوار الذين يمقتون الشتاء و لا يستطيعون السباحة (رغم إنه إسكندراني) فبأسهل وسيلة يمكنك عمل Remove  لبروفايلي من أكاونت الفيسبوك الخاص بك و لا تقلق...مش زعلان منك :]

أكتب لكم هذه السطور من تحت اللحاف بعد دش دافئ في انتظار وجبة الغداء....و لكل من يعاني بالخارج أقول له " لا تقلق...فلتزأر العاصفة "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق